زراعة ونحت الاشجار لتحويلها الى تحف فنية ثابتة فى الارض
يبد ان دور الاشجار لم يعد مقتصرا على طرح الثمار واهداء الظل و المظهر الاخضر المثالى الا انه امتد لتصبح مادة خصبة لابداع الفن والفنانين.
العالم مليئ بالاشياء التى تهدى الوحى المثالى وهذا الالهام لا تخطئه عين الفنان ، فما يفرق الانسان العادى عن الفنان هو الموهبة التى تخول له رؤية الجمال الذى انعم به الله علينا فى كل تفصيلة دقيقة من تفاصيل العالم الرحب الذى سخره لنا جل شانه.
وهذه بعض الامثلة لفنانين استوحوا من الاشجار مواد فنية و لوحة بيضاء استطاعوا تشكيلها لينتج عنها جمال وروعة لا يصدقان .
زراعة الاشجار بطريقة معينة لتنمو على شكل لوحات فنية لا مثيل لها
هو فنان امريكى من اصل سويدى وهو مزارع ا ستقرت عائلته منذ صغره فى ولايه كاليفورنيا وامتهنوا الزراعة وتوارثوها كمهنة لهم .
وبدا اكسل فى مزرعة العائلة بزراعة اشجار معينة وباشكال وتنظيم معين بمعاونه بعض من اصدقائه واخواته .
ولم يكن يهدف اكسل ابدا الى ان يخلق فن جديد او يصبح الاب الروحى لحركة فنية يتراسها او ان يصبح فيما بعد اول من قام بممارسه هذا الفن فى العالم ولكنه كان يهدف فى المقام الاول الى الترفيه عن عائلته بعد يوم عمل شاق .واستمرت مرحلة الترفيه اكثر من عشرين عاما.
لوحة العملاق ذو الاربع ارجل .
وبدات موهبة اكسل تتحول الى مهنة حقيقة فى عام 1945 عندما قامت ابنته وزوجته بزيارة الشاطئ وراوا الناس مصطفين ويدفعون الاموال لقاء مشاهدة بناية غريبة الشكل .
لوحة الباب الدوار
والتقط فناننا طرف الخيط وقام بشراء مزرعة صغيرة وبدا بزراعة انواع معينة من الاشجار وبشكل معين واعداد معينه حتى يستطيع بعد ذلك ان يطوعها لتصير اشكال فنية مميزة .كما بدا يتعلم اصول الزراعة الحرفية .
لوحة السلالم الحلزونية
فعلى سبيل المثال ليصنع لوحة ” الشجرة الصندوق ” قام بزراعة 6 شجيرات من نوع محدد يفصل بين الواحدة منهم والاخرى مسافة قدم فقط .
لوحة سلة الاشجار.
لوحة المكعب
لوحة الابرة والخيوط
لوحة الشجرة ذات القدمين .
وبعد فترة من النحت والعمل الدؤوب تحولت المزرعة واشجارها السبعين الى مكان ليس له مثيل على وجه الارض.
وارسل اكسل بعض صور المزرعة الى روبرت ريبلى مالك موسوعة صدق او لا تصدق الذى نشر 12 مقال عن المزرعة يحكى فيها عن المزارع الموهوب الذى استطاع زراعة اشجار لها اشكال معينة من ضمنها شحجرة عندما نمت قامت بالانقسام وتحول شكلها الى مكعب كما حازت المزرعة على لقب افضل مزرعة فى العالم وأًطلق عليها لقب ” سيرك الاشجار”
ولم يستطع اى شخص معرفة السر فقد احتفظ به اكسل وعند سؤاله المتكرر عن كيفية زراعة مزرعته كان دائماً ما يجيب “انى اتحدث الى الاشجار.”
ويبدو ان التقدير المعنوى وحده لم يكفى فالمزرعة لم تحقق المكاسب المادية المرجوة منها حتى اضطر اكسل الى بيعها عام 1963 ثم سرعان ما توفى بعد ذلك ولم يعد احدا يتذكر هذه المزرعة واشجارها.
الا انه ولحسن الحظ احتفظ بها مالكها الجديد كما هى وحافظ عليها وعادت الى الاذهان مرة اخرى عام 1977 عندما تم تجديدها لتحويلها الى مكان ترفيهى ومركز تجارى كبير حتى يتم الاستفادة بالمنظر الطبيعى البديع.
والان وبع اكثر من ثمانين عاما نالت هذه المزرعة التقدير التى تستحقه وكثيرا ما ينظم فيها المعارض .
قطع شجرة ليصنع منها كرسيه وتحفته الفنية الخاصة
John Krubsack
هو امريكى ولد عام 1858 ومات عام 1941 رجل عصامى وكان يعمل كمصرفى مرموق و رجل محافظ على الطبيعة له اهتمامات عدة ويتقن العديد من الموهب الحرف ومجدد ايضا فمثلا كان منزله هو الاول فى منطفته الذى كان يحوى على مياه جارية نظيفة .
وكان من هواة جمع التحف والمتقتنيات وذات يوم حين كان يتفاخر امام صديق له بقطعة اثرية يمتلكها فما كان من الضيف الا ان قال انها قطعة لطيفة وغضب “جون” وقرر امتلاك قطعة تسلب لب كل من يراها .
وبعد ان اضناه البحث تبلورت فى ذهنه فكرة زراعة قطعته وصنع قطعته الخاصة ولهذا يطلق على الكرسى ” الكرسى الذى نما” .
وقام جون بزراعة الشجرة فى باحته الخلفية ثم قام بجمع اخشابها و تقطيعها ونحتها .واستمر العمل فى الكرسى نحو 11 عاماً كاملة وتم انهاء العمل فيه عام 1914 .
وفى عام 1915 اصبح الكرسى جاهزا وعرض فى اكبر المقاعد كما نشرت عنه موسوعة ريبلى العالمية ومازال الكرسى وبعد مرور 100 عاما مملوكا لعائلة جون.
Chêne chapelle
هى اقدم شجرة بلوط مزروعة فى فرنسا وربما فى العالم ويتراوح عمرها ما بين 800 و1200 عاماً .
وفى القرن السادس عشر ضربت الشجرة بصاعق قوى من السماء ( الرعد والبرق) مما نتج عنه تجويف عجيب و ضخم فى جذع الشجرة ورغم ذاك الا ان الشجرة مازالت راسخة وثابتة الجذور فى الارض مما شجع اثنان من القساوسة على استغلال هذه الظاهرة الطبيعية وبناء داخلها اثنان من الاديرة للتعبد فيهم وسمى الاول ” سيدة السلام ” نسبة الى السيدة مريم العذراء والثانى ” غرفة هيرميس” وتم الربط بينهم عن طريق سلم حلزونى .
واثناء الثورة الفرنسية حرقت الشجرة لان الثوار راوا انها رمز للاستعباد الذين يعيشون تحت وطاته.
وللاسف الشجرة التى كافحت الحرق والظواهر الطبيعية لم تستطع تحمل التقدم فى العمر فمعظم اجذاع الشجرة تعرضت للتعرية وتم تركيب دعائم خشبية قوية لها تحسبا لسقوطها.